قيس مجيد المولى
الكتاب: الخطوة الخامسة
المؤلف: سعدي يوسف
الناشر: دار المدى
الطبعة: الأولى ــ دمشق
ما انفكت تجربةُ الشاعر سعدي يوسف الشخصية تطاردُ ذاكرته الشعرية وهو في كل خطوةٍ يحاول إقامة مناطق احتكاك بينهما مع مجموعة المؤثرات التي تتداخل صورها ضمن ذلك الامتداد وتؤثر فيه للارتقاء بمحفزات اللغة في حدود تطورها النوعي وتحولاتها ضمن البناء والقدرة علي ضبط خطوات العودة بالذاكرة إلى الوراء كي لا يكون التجول مع الأحداث والوقائع تجولا مكشوفاً وإنما تجولا استكشافياً يقوم علي أساس اقتناص المشهد الملون ذي الإضاءة العالية والمتدفق من ضبط
التفاصيل
سعدي يوسف
لندن 05.18 .2008
قد تبدو الأمور ، يسيرةً تماماً ، لدى حسَني النيّةِ ، أمثالكَ ، أيها الصديقُ الكريمُ ، الشاعرُ في الأيام الأولى ، أيامَ كان الوردُ على الجبين !
أنت تحاولُ ، في طيبةٍ لا حدَّ لها ، أن توفِّقَ بين المثقف والسياسيّ .
ليس من إشكالٍ هنا .
السياسيّ ( على انحطاطه ) ، هو مثقفٌ على طريقته .
من هنا ، كان سعيُكَ مشكوراً ، لكنه بلا جدوى .
إذ أن السياسيّ الفعليّ اليومَ ، أي هذا النمط من المثقف ، هو في خدمة الاستعمارِ ، يتولّى قتلَ أبناءِ الشعب بُغْيةَ إخضاعِ العراق للمحتلين الأميركيين .
السؤالُ : لِمَ كلّفتَ نفسَكَ كتابةَ الصفحاتِ كلِّها ؟
أنا أراهِنُ على طِيبتِكَ ، يا صديقي البعيد حسن الخياط .
ســعدي يوســف
بعد سنواتٍ خمسٍ من احتلالٍ يُرادُ له أن يستمرَّ خمسين عاماً ( آنَ ينضَبُ النفطُ ) ، التفتَ الاحتلالُ إلى الإشكال الثقافيّ ، بعد أن خُيِّلَ له أن الإشكالَ العسكريّ لم يَعُدْ على قائمةِ الإلحاحِ .
هكذا ، انطلقت القوميساريةُ الثقافيةُ للاحتلال ، ممثَّلةً بدار " المدى " وصندوقِها المضحك ، الدوانيقيّ ، في محاولةٍ بائسةٍ ، لإخراسِ الثقافةِ الوطنيةِ ، بثمنٍ لا أبخسَ منه ، ثمنٍ يدُلُّ على الطبع الانتقاميّ ، والـمُذِلِّ ، من لَــدُنِ الجاهلِ ، السياسيّ المحترِفِ ، الذي يتولّى أمورَ " المدى " ...
ثمنٍ لم يجرؤْ حتى حكّامُ البلدِ السابقونَ على التلويحِ به .